قراءة الصورة الحي اللاتيني

       توحي لنا الصورة بدلالات متعددة غير منتهية ، فالصورة تشكيلة أبدع الفنان في رسمها كأنها صورة فوتوغرافية ، وهي تتضمن مجموعة من العناصر : رجل أسمر البشرة في مقتبل العمر ، فتاة شقراء الملامح يجلسان على الطاولة عليها كأس القهوى و كتاب و جريدة ... خلفهم أشجار و بنايات عتيقة شاهقة ، كل هذه العناصر المختلفة تستدعي قراءة معينة قد تساعدنا لإفتراض موضوع المؤلف .

       فمن خلال تأملنا ملامح و بشرة الجالسين في المقاهى يتبين أنهما ينتميان إلى حضارتين و جنسيتين مختلفين ، فالرجل ذو بشرة سوداء تحيل إلى أنه عربي يجالس امرأة شقراء الملامح يبدوا أنهما من جنسية مختلفة و وضع جلوسهما متقاربة تدل على وجود علاقة بينهما و في هذا الصدد يمكن أن نشير إلى الضروف التاريخية التي تحكمت في إنتاج هذه الرواية، فالرجل العربي عندما كان يتوجه إلى أروبا ، أول شيء يلفت إنتباهه هو الإختلاط بين الرجل و المرأة في أماكن عمومية (السنما و المقهى)فكان هذا الوضع يؤثر فيه لأنه وضع غير مؤلوف في وطن أصلي لذلك كان يعقد مقارنة بين المرأة الشرقية و الغربية المحافظة على تقليدها و بين المرأة الفرنسية .